الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 06:26 PM

الرئيس الشرع يستعرض رؤية سوريا المستقبلية في قمة "كونكورديا"

الرئيس الشرع يستعرض رؤية سوريا المستقبلية في قمة "كونكورديا"

شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في حوار مع الجنرال الأميركي السابق ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية (CIA)، وذلك على هامش قمة "كونكورديا" في نيويورك، والتي انعقدت بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

خلال الجلسة، عرض الرئيس السوري رؤيته ورؤية الحكومة السورية لمستقبل البلاد بعد انتهاء الحرب، مؤكداً على التطلع نحو مرحلة جديدة من البناء والحوار، وطيّ صفحة الصراعات الداخلية والخارجية، وتعزيز العلاقات مع جميع دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة.

وأشار الشرع إلى أن سوريا قد تجاوزت مرحلة الحرب ودخلت مرحلة الحوار، بعد سنوات من المواجهة مع نظام وصفه بـ"المجرم"، متهماً إياه بارتكاب "مجازر جماعية وجرائم حرب" أودت بحياة أكثر من مليون سوري، بالإضافة إلى "النهب الاقتصادي المنظم". وأضاف أن "معركة تحرير سوريا" اتسمت بـ"الرحمة والعدل"، حيث حرصت "القوات الثورية" على حماية المدنيين والتركيز على العمليات العسكرية التي تستهدف تفكيك صفوف "العدو".

كما أوضح أن إدارة إدلب منحت السوريين خبرة كبيرة مكّنتهم من دخول دمشق بأقل الخسائر، وأن الأولوية القصوى في المرحلة الحالية هي تحقيق الاستقرار الأمني ووحدة الشعب، مشيراً إلى أن سوريا ورثت اضطرابات كبيرة خلال العقود الماضية، وكانت ساحة لإثارة النعرات الطائفية، وأنه حرص على تشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف المجتمعية.

وفيما يتعلق بملف شمال شرق البلاد، أكد الشرع تبنيه نهجاً قائماً على التشاركية لا المحاصصة، وأن دمشق عرضت على قسد الاندماج في الجيش السوري للاستفادة من خبراتهم العسكرية، مع التأكيد على أن حقوق الأكراد مصانة في الدستور السوري، وأن بقاء الشمال الشرقي منفصلاً يشكل خطراً على سوريا والعراق وتركيا معاً.

وأكد أن سوريا تعتمد سياسة تقوم على إقامة علاقات هادئة مع جميع الدول، وأن أرضها لن تكون مصدر تهديد لأي طرف، مشيراً إلى وجود مصالح متطابقة في هذه المرحلة بين سوريا والولايات المتحدة، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون.

وفيما يخص ملف الاحتلال الإسرائيلي، قال الشرع إن الجولان أرض سورية محتلة، وأن إسرائيل نفذت أكثر من 400 توغل بري واعتقلت مدنيين سوريين، مضيفاً أن "الكرة الآن في ملعب تل أبيب والمجتمع الدولي بشأن أي اتفاق أمني قادم"، ومؤكداً استعداد سوريا لمناقشة مخاوف إسرائيل الأمنية، وأنها لا ترغب في الدخول في معركة مع إسرائيل وتعمل على التهدئة معها.

وفي الشأن الاقتصادي، أشار إلى أن سوريا تعرضت لدمار واسع، وأن إعادة البناء والتنمية الاقتصادية تتصدر الأولويات الوطنية، لافتاً إلى وجود كوادر بشرية مؤهلة وقادرة على النهوض، إلا أن العقوبات الدولية لا تزال تعيق الاستفادة من هذه الطاقات.

وشدد على أن سوريا قادرة على حل مشاكلها بنفسها، مطالباً برفع العقوبات عنها، ومؤكداً أنها تسعى لأن تكون جزءاً فاعلاً من النظام العالمي، وأنها انتقلت من ساحات الحروب إلى ساحات الحوار، وأن قضية الشعب السوري كانت قضية نبيلة وعادلة، ويجب التركيز على حماية الإنسان من الاضطرابات التي تحدث من حوله.

وتعهد بتعزيز الأمن والاستقرار، على الرغم من أن "النظام البائد" عمل على تقسيم الشعب السوري عرقياً وطائفياً، مضيفاً أن "الثورة" واجهت روسيا وإيران وحزب الله إلى جانب الأسد.

مشاركة المقال: