أكد حاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية أن الاجتماع الافتراضي مع البنوك الأمريكية كان "جيداً للغاية" و"تاريخياً"، كونه أول تواصل من نوعه بعد أكثر من 50 عاماً من المقاطعة. وشارك في الاجتماع عدد كبير من الأطراف المعنية.
وفي مقابلة مع مجلة ذا ناشيونال، أوضح الدكتور الحصرية أن الهدف هو إقامة علاقة متكاملة مع القطاع المالي الأمريكي، مشيراً إلى أن الاقتصاد الأمريكي يمثل حوالي 26.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما عرضت البنوك السورية التقدم المحرز في مجال الامتثال لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب (AML/CFT).
وشدد الدكتور الحصرية على التزام مصرف سوريا المركزي بتحديث أنظمته والمواءمة مع المعايير الدولية، كجزء من رؤية أوسع لإعادة الاندماج في النظام المالي العالمي. وأشار إلى أن هذه العملية بدأت بالفعل، وتشمل رفع العقوبات، وإقامة علاقات مصرفية مع البنوك المراسلة، ومنح التراخيص لمؤسسات مالية جديدة. وأكد أن هذه العملية مستمرة وتدريجية.
وكشف حاكم المركزي عن خطط لتعديل التشريعات ذات الصلة لتعزيز استقلالية المصرف، مؤكداً أن ذلك يمثل ضمانة لجميع الأطراف المعنية ويحافظ على الاستقرار المالي والنقدي.
وأكد الدكتور الحصرية أن استعادة الثقة في القطاع المصرفي تمثل أولوية قصوى، وتشمل تحرير القطاع من السياسات السابقة، واستعادة دوره في استقطاب الودائع وتمويل قطاع الأعمال. ونفى نية المركزي الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي في هذه المرحلة.
وحول تأثير الصراع بين إيران وإسرائيل، أوضح الدكتور الحصرية أن النزاعات الإقليمية يمكن أن تؤثر على المنطقة، لكن المصرف المركزي ملتزم بالمضي قدماً في خططه المالية والاقتصادية، مع التكيف مع الواقع الجيوسياسي المتغير، وضمان الاستقرار المالي والنقدي، وتعزيز النمو الاقتصادي، والحفاظ على مصرف مركزي مستقل، وتطوير مؤسسات مالية ديناميكية.
