الجمعة, 11 يوليو 2025 02:42 PM

دراسة تكشف: ليس كل السكر سواء.. تأثير المشروبات السكرية يفوق الأطعمة الصلبة في خطر الإصابة بالسكري

دراسة تكشف: ليس كل السكر سواء.. تأثير المشروبات السكرية يفوق الأطعمة الصلبة في خطر الإصابة بالسكري

أظهرت دراسة تحليلية حديثة أن طريقة استهلاك السكر قد تكون بنفس أهمية كميته، إن لم تكن أكثر، في تأثيرها على الصحة، وذلك بعد أن بات معروفًا أن الإفراط في تناوله يشكل خطرًا. وقد نشر موقع «هيلث» نتائج هذه الدراسة.

توصلت مراجعة علمية شملت نحو 30 دراسة تناولت عادات أكثر من نصف مليون شخص حول العالم إلى أن المشروبات السكرية، مثل الصودا ومشروبات الطاقة، ترتبط بزيادة واضحة في خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، على عكس الأطعمة التي تحتوي على السكر مثل الكعك والبسكويت، والتي لم تُظهر نفس الارتباط.

السياق الغذائي يغيّر كل شيء

أوضحت الدكتورة كارين ديلا كورتي، أستاذة مساعدة في علوم التغذية بجامعة بريغهام يونغ في الولايات المتحدة، والتي قادت الدراسة، أن "البحث يُسلط الضوء على أهمية السياق الغذائي عند تناول السكر". وأضافت: "بدلًا من إصدار تحذيرات عامة تدعو إلى تجنّب السكر بالكامل، من الأفضل فهم شكل ومصدر السكر والعناصر الغذائية المصاحبة له".

الفرق بين السكر في المشروبات والسكر في الأطعمة

التحليل الذي وصفته ديلا كورتي بأنه "الأوسع من نوعه"، خلُص إلى أن تناول المشروبات السكرية بشكل منتظم، حتى بكميات معتدلة، قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. فكل حصة إضافية يومية (تعادل 12 أونصة) من المشروبات السكرية تُرفع الخطر بنسبة 25%. وحتى عصائر الفواكه الطبيعية لم تكن بريئة تمامًا، إذ ارتبطت كل حصة إضافية منها (8 أونصات) بزيادة خطر الإصابة بنسبة 5%.

في المقابل، لم يظهر السكر المستهلك من الأطعمة الصلبة أي علاقة واضحة مع هذا المرض، بل إن بعض أنواع السكر الغذائي – بما في ذلك السكر الطبيعي – قد تكون لها فوائد وقائية. فمثلاً، أظهر تناول 20 غراماً يومياً (ما يعادل ملعقتين كبيرتين) من السكر انخفاضًا طفيفًا في احتمالات الإصابة بالسكري.

لماذا السكر السائل أكثر خطورة؟

تُرجع ديلا كورتي سبب خطورة السكر السائل إلى افتقاره للألياف أو البروتين أو الدهون التي تُبطئ الهضم وتُخفّف من امتصاص السكر. وعندما يُستهلك السكر على شكل مشروبات، يدخل مجرى الدم بسرعة مفرطة، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات الغلوكوز والإنسولين، متجاوزًا إشارات الشبع الطبيعية في الدماغ.

كما أن المشروبات تحتوي غالباً على الفركتوز، الذي يتحول عند استهلاكه بكميات كبيرة إلى دهون في الكبد، مما يؤدي إلى مشاكل في الأيض، مثل مقاومة الإنسولين، والتي تُعتبر مقدمة للإصابة بداء السكري.

عوامل أخرى يجب أخذها بالحسبان

رغم أن الدراسة وجدت علاقة واضحة بين المشروبات السكرية وزيادة خطر السكري، إلا أنها لم تُثبت علاقة سببية مباشرة. وتُشير الدكتورة لورا شميدت، أستاذة السياسات الصحية في جامعة كاليفورنيا، إلى أن من يشربون هذه المشروبات قد يكونون أيضًا أقل نشاطًا بدنيًا، مما يُسهم في زيادة هذا الخطر.

لكنها رغم ذلك وصفت الدراسة بأنها "واسعة النطاق ومُقنعة"، مشيرة إلى أن المكونات الإضافية في المشروبات مثل الألوان الاصطناعية والمنكهات قد تلعب دورًا سلبيًا في التأثير على توازن الجسم الأيضي.

التوصيات

في ضوء هذه النتائج، يؤكد الباحثون على أهمية الحد من استهلاك المشروبات السكرية، وتفضيل مصادر السكر الطبيعية المرتبطة بأطعمة تحتوي على عناصر مغذية أخرى. وفي حين لا يُطلب من الجميع الامتناع تمامًا عن السكر، فإن وعي المستهلك بكيفية تناوله له، أصبح ضرورة صحية.

الخلاصة: ليس كل سكر يُستهلك متساوي التأثير على الجسم، والتمييز بين السكر السائل والصلب قد يكون مفتاحًا جديدًا لفهم الوقاية من داء السكري.

مشاركة المقال: