الخميس, 8 مايو 2025 02:44 AM

الإستروجين: تأثيرات تتجاوز الحمل والدورة الشهرية لتشمل الدماغ والصحة النفسية

الإستروجين: تأثيرات تتجاوز الحمل والدورة الشهرية لتشمل الدماغ والصحة النفسية

الإستروجين هرمون أساسي ينتجه مبيض المرأة، يؤثر في مراحل نموها المختلفة كالبلوغ والدورة الشهرية والحمل. لكن الأبحاث الحديثة كشفت عن تأثيرات ووظائف أخرى للإستروجين تتعدى الجانب الجسدي لتصل إلى الدماغ.

تؤكد الدكتورة كارول سعادة رياشي، المتخصصة بأمراض الغدد والأستاذة المحاضرة في جامعة القديس يوسف، أن "هرمون الإستروجين يرتبط أيضاً بالصحة النفسية للمرأة، وله أدوار عديدة". فهو يحسن المزاج ويحافظ على التوازن النفسي والعاطفي، ويشارك في توفير الشعور بالسعادة عبر تخفيف القلق والاكتئاب، كما يساهم في عمل الدوبامين المسؤول عن المتعة والتحفيز.

يعمل الإستروجين كعامل وقائي ضد أعراض الاكتئاب، فبحسب رياشي، عندما ينخفض مستواه، تشعر المرأة بالاكتئاب، كما في فترات ما قبل الدورة الشهرية وما بعد الولادة وانقطاع الطمث.

كما يحسن الإستروجين النوم، إذ ينظمه ويساهم في عمل الميلاتونين، مما يجعل النوم أعمق وأفضل. بالتالي، قد يؤدي انخفاضه إلى الأرق والاستيقاظ الليلي.

للإستروجين تأثير على الذاكرة والوظائف الدماغية والإدراكية، فهو يدعم الذاكرة القصيرة والبعيدة، ويعزز التركيز والتنبه والمرونة المعرفية. ولكن هل يجب تعزيز هذا الهرمون في الجسم قبل فقدانه؟

تجيب رياشي: "قبل انقطاع الطمث، وطالما لدى المرأة الدورة الشهرية، ليس عليها أن تتناول أي شيء لتعزيز الإستروجين". وتنصح بممارسة الرياضة، والالتزام بـ 150 دقيقة من المشي أسبوعياً، والحفاظ على الوزن الصحي.

بعد انقطاع الطمث، يجب مراجعة الطبيب النسائي لتقييم الحاجة لتعزيز الإستروجين، بناءً على عوامل مثل التاريخ الصحي للعائلة، وعمر انقطاع الطمث، والمشاكل الصحية الأخرى.

أظهرت دراسة "Estrogens, estrogen receptors, and female cognitive aging: the impact of timing" أن الإستروجين يؤثر على التعلم والذاكرة والإدراك والمزاج، وحتى خطر الإصابة بأمراض مثل الألزهايمر. كما يرتبط ارتفاع مستوياته بزيادة الاتصال في الدماغ وزيادة مستويات النواقل العصبية.

ربطت دراسة "Estrogen, Stress, and Depression: Cognitive and Biological Interactions" بين التوتر والإستروجين، وأظهرت تأثيره على العواطف من خلال تنظيم المزاج والصحة النفسية، وأن تقلباته قد تؤدي إلى اضطرابات مزاجية مثل متلازمة ما قبل الحيض واكتئاب ما بعد الولادة واكتئاب انقطاع الطمث.

يؤثر الإستروجين بشكل كبير على العواطف والمزاج والوظائف الإدراكية خلال فترة انقطاع الطمث، حيث تبدأ مستوياته بالانخفاض. وتشمل الأعراض تغيرات في المزاج، ومشاكل في الذاكرة، وهبات ساخنة. كما يرتبط نقص الإستروجين بانتشار مرض الزهايمر.

مشاركة المقال: