يلعب النوم دوراً حيوياً في الحفاظ على الصحة العامة، حيث يعزز النمو ويقوي المناعة. وقد ربطت الدراسات بين قلة النوم وأمراض القلب لدى البالغين.
تعاني الأجيال الشابة من إهمال النوم الجيد بسبب الانغماس في الحياة العملية، مما يؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة وإرهاق. ووفقاً لموقع «ذا هيلث سايت»، يمكن أن يؤدي نقص النوم لدى المراهقين والشباب إلى مشاكل نوم طويلة الأمد قد تستمر حتى مرحلة البلوغ.
تأثير قلة النوم على الصحة النفسية: من المعروف أن المراهقين يميلون إلى السهر، مما يقلل من إجمالي ساعات النوم، خاصة مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة. هناك علاقة وثيقة بين عادات نوم الأطفال والمراهقين وصحتهم النفسية، حيث ترتبط مشاكل النوم بصعوبات عاطفية وسلوكية.
يتجاوز تأثير الحرمان من النوم الصحة الجسدية، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب والتقلبات المزاجية وارتفاع مستويات التوتر. المراهقون الذين يحصلون على أقل من 8-10 ساعات من النوم المنتظم كل ليلة هم أكثر عرضة للشعور بالوحدة واليأس وانخفاض الدافع والطاقة طوال اليوم. في الحالات الشديدة، يمكن أن يساهم الأرق المزمن في تطور اضطرابات الصحة النفسية المزمنة التي قد تستمر حتى مرحلة البلوغ إذا لم تعالج.
غالباً ما تطغى ضغوط الدراسة والأنشطة والعمل بدوام جزئي، بالإضافة إلى الدراسة والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، على الراحة. لقد أدت ثقافة «الحضور الدائم على الإنترنت» إلى تطبيع الأنشطة الليلية بين المراهقين. كما ساهمت العادات غير الصحية، مثل أوقات الوجبات غير المنتظمة والإفراط في تناول الكافيين وقلة النشاط البدني، في اضطراب أنماط النوم.
مخاطر مشاكل النوم طويلة الأمد: تعرف منظمة الصحة العالمية المراهقين والشباب بأنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً. يتأثر نوم المراهقين بالعوامل البيولوجية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تحول طبيعي نحو أوقات نوم واستيقاظ متأخرة. يجد الشباب متعة في السهر ليلاً، والاستمتاع بحياة الليل. وتشكل الحياة الحديثة العديد من التهديدات لنوعية النوم الجيد، مما يهدد صحة الدماغ عبر العمر. غالباً ما يلاحظ الآباء تحول الطفل الذي كان ينام ويستيقظ مبكراً إلى شخص ينام متأخراً، ومن المستحيل إيقاظه مبكراً.
غالباً ما ترافق تغيرات جودة النوم مشكلات سلوكية، مثل الاندفاع والمخاطرة والهياج والأفكار والمشاعر السلبية والإرهاق. تشمل العوامل البيولوجية المتأثرة تحول إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، وإفراز الميلاتونين، واستقرار النوم، وغيرها.
تؤثر قلة النوم أيضاً على العديد من السلوكيات الاجتماعية، مثل الواجبات الاجتماعية والأكاديمية ومواعيد بدء المدرسة المبكرة والشعور بالوحدة في بعض الأحيان، وجميع هذه العوامل تؤثر على جودة النوم إلى حد كبير، مما يؤدي إلى ضعف الإدراك واضطرابات المزاج وزيادة خطر الحوادث، والأهم من ذلك المشكلات الصحية.
تعد قلة النوم والأرق بين المراهقين قضية معقدة ذات آثار وعواقب خطيرة على المديين القصير والطويل. النوم الكافي ليس رفاهية، بل هو سبيل الحياة الصحية، وهو ضروري للنمو والتعلم.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الشرق الأوسط