أعرب أندرياس كوربماخر، رئيس المحكمة الإدارية الاتحادية في ألمانيا، عن شكوكه حول قدرة الحكومة الألمانية على الحفاظ على سياستها الحالية المتعلقة بصد المهاجرين على الحدود على المدى الطويل. وفي تصريحات لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية، أوضح كوربماخر أنه في حال صدور المزيد من الأحكام القضائية لصالح طالبي اللجوء، فسيتعين على المستشار الألماني (فريدريش ميرتس) ووزير الداخلية (ألكسندر دوبرينت) إعادة النظر في مدى إمكانية الاستمرار في الدفاع عن وجهة نظرهما الحالية.
وكانت المحكمة الإدارية في ولاية برلين قد أصدرت قرارًا مستعجلًا في أوائل يونيو/حزيران الجاري 2025 يقضي بعدم قانونية إعادة ثلاثة صوماليين عند نقطة تفتيش حدودية في محطة قطارات فرانكفورت (الواقعة على نهر أودر شرقي ألمانيا). وأكد الحكم أنه لا يجوز إعادة هؤلاء اللاجئين من حيث أتوا ما لم يتم تحديد الدولة المسؤولة عن طلب لجوئهم من بين دول الاتحاد الأوروبي.
وعلق وزير الداخلية الألماني دوبرينت على الحكم قائلاً: “هذا حكم خاص بحالة فردية”. واعتبر كوربماخر أن الوزير أراد الإيحاء بأن الحكم يقتصر على قضية الصوماليين الثلاثة وأن المحكمة لم تجرِ سوى مراجعة سريعة للواقعة، مضيفًا: “هذا ليس صحيحًا تمامًا”. وأوضح أن القانون ينص صراحة على اختصاص المحكمة الإدارية بالفصل في هذه القضايا المستعجلة في درجتيها الأولى والأخيرة، وأن هذا ما تم تنظيمه للتوصل إلى قرارات نهائية وسريعة، معتبرًا أن هذه القاعدة ترتد الآن على وزارة الداخلية الاتحادية نفسها.
وأشار كوربماخر إلى أنه نظرًا لعدم وجود إمكانية للاستئناف في هذه الحالات، فإن المحاكم الإدارية ملزمة دستورياً بإجراء مراجعة قانونية دقيقة ومعمقة، مؤكدًا أن هذا ما فعله القضاة في المحكمة الإدارية في برلين، ومضيفًا أنه على أي وزير أن يقرأ الحكم ويفكر مليًا فيما إذا كان لا يزال متمسكًا برأيه رغم ذلك.
من جهة أخرى، حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من الشعور الزائف بالأمن في ألمانيا، داعيًا إلى بذل جهود أكبر في مجال الدفاع. وخلال زيارته لقيادة العمليات في الجيش الألماني في شفيلوفزيه، أشار ميرتس اليوم السبت (28 يونيو/حزيران 2025) إلى العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، مؤكدًا أنه يجب عدم اعتبار أمن ألمانيا أمرًا مسلماً به، وأنه يجب بذل المزيد من الجهود لضمان العيش في حرية وسلام وأمن.
وتتولى قيادة العمليات مسؤولية التخطيط والقيادة والتقييم العملياتي داخل ألمانيا لجميع أفرع الجيش الأربعة: القوات البرية، والقوات الجوية، والبحرية، وقوات الفضاء السيبراني والمعلوماتي. وتعتبر هذه القيادة العملياتية معنية بالمهام الخارجية، كما أنها نقطة الاتصال المركزية للسلطات الوطنية، وكذلك لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات المسلحة الصديقة. (DW)