أكدت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في سوريا، تانيا إيفانز، أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة تاريخية لدعم تعافي السوريين، وذلك نظراً للانفتاح الذي أبدته السلطات على الحوار مع المنظمات الإنسانية الدولية.
وفي مقابلة خاصة مع موقع "عربي21"، أشارت إيفانز إلى النتائج الإيجابية للاجتماع الذي جمع الرئيس أحمد الشرع بالمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ، ديفيد ميليباند، في دمشق مؤخراً.
وأوضحت إيفانز أن اللقاء يعكس انفتاحاً جديداً من قبل السلطات السورية على الحوار مع المنظمات الدولية، وفهماً لحجم الكارثة الإنسانية، وأهمية توسيع نطاق الخدمات العامة، واستعادة البنية التحتية المتضررة.
ودعت إيفانز المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل الإنساني لسوريا، والتخلي عن سياسة "الضغط بموارد أقل"، مؤكدة أن المرحلة الحالية تمثل فرصة تاريخية لدعم تعافي السوريين، شريطة أن يقترن ذلك بدعم سياسي وتمويل طويل الأمد.
وشددت على ضرورة استجابة نوعية وعاجلة لمساعدة السوريين، تستند إلى المبادئ الإنسانية، بعيداً عن التسييس أو المشروطية، مضيفة أن هناك استعداداً سياسياً، ولكن يجب ترجمته إلى أثر عملي ملموس.
وفيما يتعلق بتأثير رفع العقوبات الدولية وتخفيفها عن سوريا، رأت إيفانز أنه على الرغم من بعض الاستثمارات، إلا أن التعافي الملموس على حياة المدنيين لم يتحقق بعد، وأن العوائق الإجرائية لا تزال تعيق استجابة أكثر فعالية من قبل المنظمات الإنسانية.
وأكدت ترحيب لجنة الإنقاذ الدولية بأي جهود دولية تدعم التعافي الاقتصادي في سوريا وتحسن حياة المدنيين الذين عانوا من النزوح والمعاناة لأكثر من عقد، معربة عن أملها في أن تسهم الخطوات المتخذة لرفع العقوبات في تحقيق ذلك.
وأشارت إلى أن اللجنة ترحب بجهود الحكومة السورية في تشجيع المنظمات الإنسانية على الوصول إلى جميع السوريين المحتاجين، وتعتبر ذلك فرصة لتوسيع حضورها والعمل في مناطق كانت سابقاً غير قابلة للوصول، مؤكدة التزامها بتقديم استجابة إنسانية قائمة على المبادئ وتلبي الاحتياجات الملحة للمجتمعات في مختلف أنحاء سوريا.
يذكر أن الرئيس أحمد الشرع استقبل رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق، في الـ 26 من الشهر الماضي، لبحث آليات وسبل تعزيز عمل اللجنة وتوسيع مهامها في سوريا.
ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) هي منظمة غير حكومية تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والتنمية الدولية، وقد بدأت عملها في سوريا عام 2012، وكانت تواجه عراقيل تمنعها من النشاط وتقديم المساعدات في جميع الأراضي السورية.
