أظهرت صور حديثة التقطتها أقمار صناعية، وفقًا لإعلام عبري الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي قد دمّر مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بشكل شبه كامل.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت في الأيام الأخيرة تظهر أن الجيش الإسرائيلي دمّر خان يونس، ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، وضواحيها بشكل شبه كامل. وأوضحت أن المنطقة المتضررة تبلغ مساحتها 90 كيلومترًا مربعًا، وتضم آلاف المنازل.
وتشير الصور إلى أن أشد آثار الدمار وقعت في بلدتي بني سهيلا وعبسان الكبيرة المجاورتين، حيث هُدمت معظم المباني بالكامل، بحسب الصحيفة. وأضافت أن بلدة أخرى، وهي خزاعة، دُمّرت بالكامل في بداية الحرب على غزة، وأن معظم الدمار تمّ باستخدام الجرافات وما شابهها.
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وقد خلفت هذه الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وذكرت “هآرتس” أن الجيش الإسرائيلي سرّع في الأشهر الأخيرة وتيرة التدمير بشكل كبير في جنوبي غزة، واستعان بمقاولين من القطاع الخاص يحققون أرباحًا تصل إلى آلاف الشواقل عن كل مبنى يُدمر. وأضافت أنه منذ انتهاء وقف إطلاق النار في مارس/ آذار وانطلاق عملية ’عربات جدعون’ في مايو/ أيار، شهد سكان شرق خان يونس والمناطق المحيطة بها دمارًا واسعًا غير مسبوق.
وكجزء من العمليات العسكرية، خضعت معظم خان يونس لأمر إخلاء للفلسطينيين، ففي مايو دعا الجيش سكان المدينة إلى المغادرة، وبالفعل نزح معظمهم غربًا إلى منطقة المواصي. ومنذ ذلك الحين، عاد الكثيرون في محاولة للعثور على أقاربهم أو ممتلكاتهم، واكتشفوا شدة القصف والواقع القاسي على الأرض.
ونقلت الصحيفة عن أحد الفلسطينيين من سكان عبسان الكبيرة قوله: “كان هناك دمار في الماضي، ولكن ليس كما هو الحال الآن. الدمار شامل، شرق خان يونس، خزاعة، عبسان، بني سهيلة، كل شيء مُدمر. ما لم يُقصف دُمّر بالجرافات”.
فيما قال شاهد عيان آخر من منطقة بني سهيلا: “لم يكن (التدمير) من الجو، وإنما بالجرافات. كل يوم، انفجارات وتدمير. تسمعه في كل مكان”.
ونقلت عن خبير البيانات الجغرافية في الجامعة العبرية بالقدس عدي بن نون، أن نحو 2200 مبنى دُمّرت في وسط خان يونس وحده منذ مايو، أي حوالي 7.6 بالمئة من إجمالي المباني في المنطقة. وقدّر أن 67 بالمئة من جميع المباني في المنطقة دُمرت أو تضررت بشكل كبير قبل مايو، والنسبة الإجمالية بلغت الآن 74 بالمئة. ويُقارن ذلك بـ89 بالمئة في رفح حتى مايو، و43 بالمئة في دير البلح.
وقال أحد الفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح: “هذا ليس مجرد قتال، بل تدمير شامل. لم يبقَ هناك شيء. لم يتخيل أحد مثل هذه القسوة. كل شيء اختفى ببساطة، دُمّر”.
وحسب الصحيفة فإنه يُقدر أن 70 بالمئة من المباني في قطاع غزة دُمرت بالكامل أو تضررت لدرجة أنها لم تعد صالحة للسكن. هذا إضافة إلى تدمير الغالبية العظمى من المباني العامة والطرق والبنية التحتية. وتُقدر الأمم المتحدة إجمالي أنقاض غزة بنحو 50 مليون طن، وتتوقع أن يستغرق إزالتها 21 عامًا على الأقل.
منذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.