الخميس, 23 أكتوبر 2025 06:53 PM

يوم اللغة العربية والصينية: مقارنة بين رمزيّة الاحتفاء بأعرق لغات الأمم المتحدة

يوم اللغة العربية والصينية: مقارنة بين رمزيّة الاحتفاء بأعرق لغات الأمم المتحدة

ا. د. جورج جبور، صاحب فكرة يوم اللغة العربية بموجب مذكرة سورية إلى اليونسكو في 5 ك أول 2023، يتناول في هذا المقال المقارنة بين الاحتفاء باللغتين العربية والصينية، وهما الأعرق بين اللغات الرسمية للأمم المتحدة.

يشير الكاتب إلى أن اللغات الأخرى المعتمدة في الأمم المتحدة، كالروسية والإنجليزية والفرنسية، تعتبر أقل عراقة مقارنة بالعربية والصينية. ومع ذلك، يوضح وجود اختلاف في طريقة تعامل الأمم المتحدة مع هاتين اللغتين.

فقد أُدرجت الصينية كلغة رسمية للأمم المتحدة منذ التأسيس عام 1945، بينما أُضيفت العربية إلى اللغات الرسمية في عام 1973، لتكون اللغة الوحيدة التي أضيفت لاحقًا. يربط البعض هذه الإضافة بالقوة العسكرية والمالية التي أظهرها العرب نتيجة حرب تشرين، وهو أمر غير مثبت ولكنه مرجح. ويؤكد الكاتب أن انتشار اللغة العربية في عام 1945 كان مماثلاً لانتشارها في عام 1973، مما يعني أن الاعتراف بها كلغة رسمية في عام 1973 جاء لتصحيح إغفال غير مبرر حدث في عام 1945.

وفيما يتعلق بموعدي اليوم العالمي للغتين، يوضح الكاتب أن اختيار موعد يوم اللغة الصينية العالمي يعكس معنى العراقة، إذ يعود إلى سانجيه، شخصية تاريخية عاشت قبل آلاف السنين. أما موعد يوم اللغة العربية العالمي، فيشير إلى حدث دولي قامت به الأمم المتحدة. ويذكر أنه حين دعا في 15 آذار 2006 إلى اعتماد يوم للغة العربية يوافق بدء التنزيل الإلهي على النبي العربي، لم يكن مصطلح "يوم عالمي" لغوي مستخدمًا في الأمم المتحدة.

ويضيف أن فكرة تخصيص يوم عالمي للغات الرسمية ربما بدأت في نيويورك أو باريس، بالتزامن مع ولادة منظمة الفرانكوفونية عام 1970، التي سعت إلى إيقاف تراجع اللغة الفرنسية أمام الإنجليزية. ويرجح أن فكرة اليوم العالمي للغة ارتبطت في البداية باللغة الفرنسية.

ويشير إلى أنه حين أطلق فكرة "يوم اللغة العربية" عام 2006، كان يوم الفرنكوفونية في 20 آذار حاضرًا في ذهنه، مع إدراكه لتبعيثر العرب. ويؤكد أنه حصن اقتراحه بأن يكون موعد اليوم هو ذكرى "اقرأ" وأن يكون حامل راية اليوم "مؤتمر القمة العربي".

ويختتم بالإشارة إلى أن عدم التزام الجهة الرسمية العربية الأولى التي تبنت اقتراحه بضرورة أن يكون مؤتمر القمة هو حامل الراية، أضعف قوة الدفع، مما أدى إلى تحديد موعد يوم اللغة العربية من قبل موظفين دوليين، وفقد الموعد نكهة "العراقة" للغة العربية. ويتساءل هل العودة إلى السبيل السواء ممكنة؟ ويجيب: نعم وبالتأكيد.

دمشق . صباح الاربعاء22 ت أول 2025، (أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: