النوم جزء أساسي لصحتنا الجسدية والنفسية، لكن نمطه يتغير مع التقدم في العمر. الجسم يبدأ بالاستيقاظ والنوم في أوقات مختلفة، بسبب تغيرات بيولوجية وفيزيولوجية ترافق الشيخوخة.
النوم والتقدم في العمر.. علاقة معقدة
تحدث تغييرات داخلية وخارجية تؤثر على استجابة الجسم للمحفزات اليومية كالضوء والغذاء والنشاط البدني. الدماغ يصبح أقل حساسية للإشارات، مما يضعف قدرته على تنظيم الساعة البيولوجية بدقة.
قد لا يستطيع دماغ كبار السن الربط بين العشاء والنوم كما يحدث لدى الشباب، بسبب تراجع قدرة الخلايا العصبية على استقبال ومعالجة الإشارات.
ضعف الرؤية وتأثيره على الساعة البيولوجية
التغيرات البصرية تؤثر على نمط النوم. تراجع حدة النظر أو الإصابة بإعتام عدسة العين يقلل كمية الضوء التي تدخل العين، مما يؤدي إلى خلل في توقيت إفراز هرمون الميلاتونين.
في هذه الحالات، يعتقد الدماغ أن غروب الشمس حدث أبكر، فيبدأ الجسم بإفراز الميلاتونين مبكراً، مما يدفع كبار السن للنوم مبكراً والاستيقاظ قبل غيرهم.
هل يمكن تعديل هذه التغيرات؟
يمكن التعامل مع هذه التحولات لتحسين جودة النوم. يُوصي الأطباء بتعريض الجسم للضوء الساطع قبل غروب الشمس بـ 30-60 دقيقة، سواء بالخروج في نزهة أو استخدام إضاءة داخلية قوية أو مشاهدة التلفاز.
هذا التحفيز الضوئي يُرسل إشارات للدماغ بأن الوقت لا يزال نهاراً، مما يؤخر إنتاج الميلاتونين ويُساعد على تأخير وقت النوم.
نصائح لتحسين النوم لدى كبار السن
- ممارسة الرياضة بانتظام لتنظيم النوم.
- التعرض لضوء الشمس صباحاً لتثبيت الساعة البيولوجية.
- تجنب الكحول قبل النوم، لأنه يضر بجودة النوم.
- الحفاظ على جدول نوم منتظم، وتقليل القيلولة الطويلة خلال النهار.
فهم الأسباب التي تؤدي إلى تغير نمط النوم مع التقدم في السن يُساعدنا على اتخاذ خطوات عملية للتكيف معها، والحفاظ على جودة النوم التي تعد أساساً لصحة جيدة وجودة حياة أفضل.
