الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 05:01 AM

دراسة تكشف: 82% من الموظفين حول العالم يعانون من الاحتراق الوظيفي.. ما الأسباب وكيف نواجهه؟

دراسة تكشف: 82% من الموظفين حول العالم يعانون من الاحتراق الوظيفي.. ما الأسباب وكيف نواجهه؟

كشف تقرير حديث أن غالبية الموظفين يعانون من التعب والإرهاق الوظيفي، وفقدان الرغبة في إنجاز المهام، وهي أعراض مرتبطة بضغوط العمل وتعرف علمياً بـ "الاحتراق الوظيفي". وتعرّف الباحثة الاجتماعية سوسن السهلي الاحتراق الوظيفي بأنه حالة نفسية وجسدية ناتجة عن ضغوط العمل المستمرة، وتتميز بالإرهاق العاطفي، وفقدان الحافز والإنجاز، والانفصال السلبي عن العمل، مما يؤدي إلى أعراض جسدية كالتعب المزمن وآلام العضلات، وأعراض نفسية كالتشاؤم وفقدان الدافع.

وأشارت السهلي إلى أن مفهوم الاحتراق الوظيفي ظهر في سبعينيات القرن الماضي، لكنه انتشر بشكل واسع في السنوات الأخيرة، وبلغ ذروته خلال جائحة كورونا بسبب العمل عن بعد الذي أخلّ بالضوابط.

وأكدت أن الاحتراق الوظيفي هو ظاهرة مهنية وليست اضطراباً نفسياً أو عارضاً صحياً، ويترافق مع شعور بالإرهاق وتراجع في الطاقة والإنتاجية المهنية. ويتجاوز الأمر مجرد التعب العابر، ليصل إلى مرحلة الابتعاد الذهني التدريجي عن العمل والشعور بالسلبيّة وعدم الفائدة.

وأوضحت السهلي أن الاحتراق الوظيفي يمر بمراحل، تبدأ برغبة الموظف في إثبات نفسه والتميّز، والخوف من عدم تحقيق ذلك، مما يدفعه للعمل بإفراط وإهمال احتياجاته الخاصة، ما يؤدي إلى أخطاء ومشكلات في الوظيفة، ثم الشعور بالتعب والمرارة والغضب، والانسحاب التدريجي من المهام والتعامل معها بازدراء. كما أن ضعف السيطرة وعدم القدرة على التأثير في القرارات المتعلقة بالعمل، بالإضافة إلى نقص الموارد اللازمة لإنجاز العمل، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وعدم وجود تقدير مادي أو معنوي وحوافز، كلها عوامل تزيد من خطر الاحتراق الوظيفي. ويعدّ تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والحياة الشخصية في ظل الظروف الحالية تحدياً يساهم في تفاقم المشكلة.

ولم تغفل السهلي عن ذكر الخلافات في مكان العمل والتنمر، والشعور بأن الزملاء يعملون ضد الموظف أو تدخل الرئيس في مهامه بشكل مبالغ فيه، وكلها عوامل تزيد من الضغط النفسي والشعور بالاستنزاف وعدم القدرة على التأقلم.

وتشمل أبرز الأعراض الشعور الدائم بالتعب، والعصبية، والقلق، وفقدان التركيز، وضعف الذاكرة، واضطرابات النوم، وتراجع القدرات الذهنية، والرغبة في العزلة، وتبدل سلوكيات الطعام. وقد تتطور الأعراض الجسدية من آلام في الرأس والمعدة والعضلات إلى مشاكل صحية أخطر، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، بحسب باسكال نخلة. وأشارت إلى أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي ترتفع أيام غيابهم عن العمل بنسبة 57%، ويتضاعف خطر إصابتهم بالاكتئاب بنسبة 180%.

وللتعامل مع الاحتراق الوظيفي، تنصح السهلي باستشارة طبيب نفسي، ووضع أهداف واقعية وترتيب الأولويات، والبحث عن بيئة عمل مناسبة في حال عدم تحسن الأمور. كما تدعو إلى أخذ إجازة للحصول على الراحة، وتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية، والتفكير فيما يبعث على الامتنان في العمل، والاهتمام بالصحة العامة وممارسة الهوايات، وتقليل التعرض للتكنولوجيا والأخبار المزعجة.

وأوضحت السهلي أنه لا توجد إحصائيات محددة حول نسبة الإصابة بالاحتراق الوظيفي في سوريا، ولكن تشير المصادر إلى أن الضغوط الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة قد تزيد من احتمالية الإصابة به. وتشمل العوامل المسببة للاحتراق الوظيفي الضغط الشديد، وساعات العمل الطويلة، وقلة التقدير والحوافز، والشعور بفقدان السيطرة على العمل.

وتشير تقديرات عام 2025 إلى أن ما يصل إلى 82% من الموظفين معرضون لخطر الإرهاق في مكان العمل، في حين أظهرت دراسة في 2023 أن 65% من الموظفين حول العالم اختبروا الاحتراق الوظيفي، مع وجود فروقات واضحة بين الدول، حيث بلغت نسبة الاحتراق الوظيفي في الهند 59%.

المصدر: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: