السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة في جميع أنحاء العالم، وثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعاً بعد داء القلب الإقفاري. يتأثر علم وبائيات السرطان بعوامل خطر متعددة، من الاستعدادات الوراثية إلى عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل. تلعب العوامل الغذائية دوراً هاماً في معدل الإصابة بالسرطان.
القهوة، المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم، أثارت بحوثاً مكثفة حول آثارها الصحية، خاصةً تأثيرها المحتمل على الأمراض العصبية المزمنة المرتبطة بالعمر، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي». أكد تحليل حديث قدرة الاستهلاك المعتدل للقهوة على إطالة العمر وتعزيز الصحة.
تشير الأدلة إلى أن استهلاك القهوة يقلل من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، وذلك بفضل المركبات النشطة بيولوجياً التي تتميز بخصائص مضادة للالتهابات، السرطان، السكري، والأكسدة، بالإضافة إلى خصائص وقائية للأعصاب، ومركبات تساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم، تدعم صحة العظام، تحسن الجلوكوز وحساسية الأنسولين، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أظهرت الأبحاث أن القهوة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرضي باركنسون وألزهايمر، بفضل قدرتها على تقليل الالتهابات المزمنة والإجهاد التأكسدي. يتجاوز تأثير القهوة مجرد احتوائها على مضادات الأكسدة، حيث يغير الكافيين التركيب الكيميائي للخلايا المرتبطة بتكوين السرطان، ويعدل سلوك الجينات التي تتحكم في موت الخلايا المبرمج، وتنظيم دورة الخلية، وإصلاح الحمض النووي. يمكن للكافيين تحفيز الخلية على التوقف عن الانقسام وتثبيط تكاثر الخلايا السرطانية.
قد يقلل استهلاك القهوة من خطر الإصابة بسرطان الجلد والسرطانات المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي، مثل سرطان الكبد وسرطان القولون والمستقيم، وسرطانات الجهاز الهضمي، وسرطان البروستاتا، والسرطانات المرتبطة بالهرمونات، مثل سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم. ومع ذلك، القهوة ليست فعالة في تقليل خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان، حيث أشارت دراسات سابقة إلى أنها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، لكن هذا الارتباط اختفى عندما تناولت دراسات لاحقة عوامل مثل التدخين والسمنة.
(aawsat)
