الجمعة, 26 سبتمبر 2025 04:06 PM

الفيتامينات المتعددة: هل هي كافية لدعم نظامك الغذائي أم تحتاج إلى المزيد؟

الفيتامينات المتعددة: هل هي كافية لدعم نظامك الغذائي أم تحتاج إلى المزيد؟

في خضمّ الحياة السريعة، قد يلجأ البعض إلى تناول لوح بروتين أو معجنات سريعة مع القهوة، معتمدين على مكملات الفيتامينات المتعددة لتعويض النقص الغذائي. ولكن، هل هذه الحبوب قادرة حقاً على تحقيق التوازن المطلوب؟ هذا ما استعرضته مجلة «تايم» الأميركية في تقرير شامل، مدعوماً بدراسات حديثة وآراء خبراء التغذية.

على الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن ثلث البالغين يتناولون هذه المكملات بانتظام، وأن الأطباء يوصون بها أحياناً لفئات معينة كالأطفال، الحوامل، أو النباتيين، إلا أن هوارد سيسو، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة بجامعة هارفرد، يؤكد أن «النظام الغذائي، الرياضة، والعادات الصحية الأخرى هي الأساس» في الوقاية من الأمراض.

تحتوي المكملات عادةً على حوالي 13 فيتاميناً أساسياً (مثل A وC وD) و15 معدناً كالسيوم، المغنيسيوم، والزنك. بعضها مصمم لتلبية احتياجات محددة كصحة العظام أو الجلد. ومع ذلك، فإن جسم الإنسان مهيأ للحصول على غذائه من مصادر طبيعية، حيث تتكامل الفيتامينات مع الدهون ومضادات الأكسدة مثل البوليفينولات، مما يعزز الامتصاص ويطيل فعالية المغذيات.

في عام 2022، خلصت «فرقة الخدمات الوقائية الأميركية» إلى أن الأدلة غير كافية للتوصية باستخدام المكملات للوقاية من الأمراض لدى الأصحاء. دراسة أخرى شملت أطباء رجال تناولوا المكملات يومياً لأكثر من عقد لم تظهر فائدة في أمراض القلب أو إطالة العمر، لكنها أشارت إلى انخفاض في بعض أنواع السرطان وإعتام عدسة العين.

وفي عام 2023، وجد باحثو «المعاهد الوطنية للصحة» أن المكملات لم تحسن متوسط العمر المتوقع لدى حوالي 400 ألف بالغ سليم. ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى فوائد محدودة، مما يشير إلى أن الصورة لا تزال غير واضحة.

يشير تقرير «تايم» إلى أن هناك فئات قد تستفيد من المكملات، مثل كبار السن المعرضين لنقص فيتامين B12 وD. تجربة عام 2024 على 5,000 مسن أظهرت تحسناً في الذاكرة وتأخيراً للتراجع الإدراكي لسنتين، وانخفاضاً في معدلات سرطان الرئة. أيضاً، من يعانون نقصاً غذائياً نتيجة حميات منخفضة السعرات، ضعف الشهية، أو صعوبة الوصول إلى غذاء صحي، والنباتيون والحوامل الذين قد يفتقدون عناصر مهمة مثل B12، حمض الفوليك، والحديد، ومن يعيشون تحت ضغط نفسي مزمن أو قلة نوم قد يستفيدون من المكملات لتعويض ضعف المناعة أو سوء التغذية.

قد يوصي أطباء الأطفال بالفيتامينات المتعددة لدعم النمو، لكن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لا تراها ضرورية لمن يتناول غذاءً متوازناً، خاصة أن كثيراً من الأطعمة الجاهزة مدعّمة أصلاً. الاستثناءات تشمل فيتامين D للرضع وبعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم.

يمكن للطبيب أو أخصائي التغذية تحديد النقص عبر الفحوصات واقتراح مكملات شاملة أو متخصصة. مثال شائع هو مكمّل B12 للنباتيين. كما أثبتت تركيبة من بيتا كاروتين، فيتامين C وE، النحاس والزنك فعاليتها في إبطاء الضمور البقعي.

الإفراط في المكملات قد يسبب آثاراً جانبية ويضعف فعالية بعض العناصر. الفيتامينات الذائبة في الدهون (A وD وE وK) قد تتراكم في الجسم وتصبح سامة. الجرعات العالية من فيتامين E مثلاً قد تسبب إسهالاً أو ضعفاً أو تشوشاً في الرؤية.

كذلك، يجب الحذر من الحلوى الفيتامينية للأطفال، إذ قد يتناولونها بإفراط كالحلوى، ما يؤدي إلى تسمم غذائي.

كثيرون يتناولون المكملات بسبب ضيق الوقت لإعداد وجبات صحية. لكن البدائل موجودة: تحضير الطعام مسبقاً والوجبات الخفيفة الصحية قد تغني عن الحبوب. وإن قررت تناولها، يُنصح باختيار منتجات موثوقة أو معتمدة من جهات رقابية.

في النهاية، قد يكون الأمر تفضيلاً شخصياً. يقول سيسو إنه بدأ تناولها بعد سن الخمسين رغم اتباعه نظاماً صحياً، لكنه يعتبر أن «نمط الحياة هو خط الدفاع الأول». بينما ترى خبيرة التغذية كريستي بوك أن تحسين النوم أو اتباع حمية متوازنة قد يفيد أكثر من أي حبة.

مشاركة المقال: