أصبح ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم قضية صحية تؤثر على جميع الفئات العمرية، وهي تصيب أيضاً الأطفال والشباب، وقد لا يظهرون أعراضاً واضحة، إلا أن العوامل المرتبطة بنمط الحياة داخل المدن، مثل الاعتماد على الوجبات السريعة والغنية بالدهون، تلعب دوراً كبيراً في زيادة نسبة الإصابة بهذه الحالة.
ارتفاع الكوليسترول يعرف ارتفاع الكوليسترول في الدم بأنه حالة تتمثل في زيادة تركيز الكوليسترول عن مستوياته المسموح بها، ويعتبر الكوليسترول عنصراً حيوياً لا غنى عنه لبناء الأغشية الخلوية، وتصنيع عدد من الهرمونات الأساسية، وكذلك إنتاج مواد تسهم في عملية الهضم، وذلك عندما تبقى مستوياته ضمن الحدود الطبيعية. ومع ذلك، يجب التنبيه إلى أن ارتفاع كوليسترول الدم لا يعتبر مرضاً قائماً بحد ذاته، بل يعد حالة مرتبطة باضطراب "أيضي" ثانوي.
مشكلات صحية وهنا بين اختصاصي الطب النباتي والأعشاب الطبية وعلم التغذية وعضو بمنظمة التغذية العالمية أ. د ناصر شريف، من خلال حديثه لصحيفة "الحرية"، أنه يمكن أن يشير ارتفاع الكوليسترول إلى وجود مشكلات صحية أخرى، إذ يرتبط ارتفاعه بشكل وثيق بأمراض القلب والأوعية الدموية، ما يجعله مؤشراً ينذر بخطر حدوث أمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي. كما تشير الدراسات إلى أهمية مراقبة مستويات الكوليسترول والتوجه نحو أنماط حياة صحية للحد من المخاطر المرتبطة به، ما يجعل الوعي بهذه الحالة ضرورة ملحة لصحة المجتمع.
خطوات من أهم الخطوات للحفاظ على مستوى الكوليسترول، ووفقاً لرأي شريف هو الإقلاع عن كل أشكال التدخين ومنها، التدخين الإلكتروني والنرجيلة اللذان يخفضان مستويات الكوليسترول الجيد، والحد من استهلاك المياه الغازية، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناولها إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار أو الجيد، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض الأمريكي، تشير الدراسات إلى أهمية ممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم يومياً، حيث يمكن أن يساعد الحصول على 150 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة أو 75 دقيقة من الأنشطة القوية أسبوعياً في تقليل مستويات الكوليسترول بشكل عام المرتفعة.
تناول الأدوية بانتظام كما يجب الحرص على تناول الأدوية بانتظام حسب الجرعة الموصوفة من الطبيب المعالج لحالة المريض حسب رأيه، والإكثار من شرب الماء وخصوصاً كوب ماء دافئ مع ملعقة عصير ليمون حامض على الريق، كما يمكن إضافة خل التفاح للسلطات وشرب كوب ماء قبل النوم مع ملعقة خل تفاح، أو شرب منقوع زهر الزعرور والذي يعتبر مفيداً جداً، مع (التركيز على أكل الخضار بشكل يومي). لافتاً لضرورة إجراء فحوصات الدم للتحقق من مستويات الكوليسترول بشكل دوري، لتجنب خطر التعرض لأي مضاعفات خطيرة.
غذاء صحي كما أوضح شريف أن تناول الغذاء غير الصحي، والذي يعتمد على الزيوت النباتية المهدرجة والوجبات السريعة، في رفع مستويات الكوليسترول الضار، ما يشكل خطراً أكبر على سكان المدن الذين غالباً ما يكون لديهم نمط حياة غير نشط، إذ يساهم عدم الحركة والنشاط البدني في تفاقم هذه المشكلة، حيث تعمل قلة النشاط على تقليل قدرة الجسم على تنظيم مستويات الكوليسترول بشكل فعال.
الوراثة علاوة على ذلك، تلعب الوراثة أيضاً دوراً مهماً في تحديد قابلية الأفراد للإصابة بارتفاع الكوليسترول، إذ يمكن أن تكون هناك عوامل وراثية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذه الحالة، ومن المهم أن ندرك أن الكبد نفسه مسؤول عن إنتاج الكوليسترول، حيث يحتاج الجسم إليه للوظائف الحيوية، لكن الزيادة في نسبته قد تتحول إلى خطر يهدد الصحة.. لذلك، من الضروري اتخاذ خطوات استباقية للحد من المخاطر، من خلال تحسين نمط الحياة وتبني عادات غذائية صحية وحركة منتظمة.
وختم شريف بأن ترك الهموم جانباً وأكل طعام صحي غني بزيت الزيتون الأصلي والدهن الحيواني والابتعاد عن الزيوت النباتية المهدرجة والتقليل قدر الإمكان من السكريات والمعجنات هي أفضل الطرق للحفاظ على الصحة.