الإثنين, 16 يونيو 2025 02:49 AM

لا تهمل عضلاتك: نصائح للحفاظ على صحة العضلات وأهميتها في مختلف مراحل العمر

لا تهمل عضلاتك: نصائح للحفاظ على صحة العضلات وأهميتها في مختلف مراحل العمر

عادةً ما يرتبط الاهتمام بصحة العضلات بالقوة البدنية والمظهر الرياضي، إلا أنها تلعب أدوارًا حيوية في صحة الإنسان، خاصةً مع التقدم في العمر. يصف موقع "Medscape" العضلات بأنها "قوة طبية مهمَلة"، محذرًا من تجاهل تأثيرها الكبير على صحة الإنسان، وخاصةً لدى كبار السن.

أظهرت دراسة نشرها الموقع في 13 يونيو الحالي أن العضلات الهيكلية هي أكبر عضو في الجسم من حيث الكتلة، حيث تشكل ما بين 30 إلى 50% من إجمالي كتلة الجسم، وذلك حسب العمر والجنس ومستوى اللياقة البدنية. وبالرغم من أنها أعضاء صماء، إلا أنها تؤدي دورًا أساسيًا في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، وضبط مستويات السكر في الدم، ودعم المناعة، وحتى مقاومة الالتهابات المزمنة.

أكدت الدراسة أيضًا أن العضلات تمثل أكبر خزان لاستهلاك الغلوكوز في الجسم، مما يجعلها خط الدفاع الأول ضد مرض السكري ومتلازمة الأيض. يصل البالغون إلى ذروة كتلة العضلات لديهم بين العشرينيات والأربعينيات من العمر، ثم تبدأ بالتراجع تدريجيًا مع التقدم في العمر، بوتيرة تتراوح بين 1 و 2% سنويًا بعد سن الخمسين، وترتفع إلى حوالي 3% بعد الستين.

يُعرف هذا التراجع بـ "الساركوبينيا"، ويؤدي إلى ضعف الحركة، وزيادة خطر السقوط، وهشاشة العظام، وتراجع القدرة على الاستقلالية، خاصةً لدى كبار السن. وذكرت كارلا برادو، مديرة وحدة أبحاث التغذية البشرية في جامعة "ألبرتا" الكندية، أن فرص البقاء على قيد الحياة تكون أقصر لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض كتلة العضلات في جميع مراحل الرعاية، سواء كانوا من كبار السن، أو المرضى، أو المصابين بالسرطان أو بأمراض الكبد.

توصي الدراسة بالحفاظ على الكتلة العضلية من خلال تدخلات مبكرة واستباقية، لأن مقاومة البناء المرتبطة بالعمر أمر لا مفر منه بدونها. ويرى الدكتور براد شوتفيلد، الباحث بعلوم التمارين الرياضية في كلية "ليمان" بنيويورك، أن تمارين تدريب المقاومة (رفع الأثقال، التمارين باستخدام وزن الجسم) إلى جانب نظام غذائي غني بالبروتين، هي من أهم التدخلات التي يمكن القيام بها لتحسين الصحة بشكل عام، فهي تؤثر إيجابًا على جميع أجهزة الجسم تقريبًا، وهي أساسية لمنع فقدان الاستقلالية الجسدية مع التقدم في السن.

على الرغم من أهمية هذه التمارين، تشير إحصائيات مركز السيطرة على الأمراض (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أقل من ربع البالغين يمارسون تدريبات القوة مرتين أسبوعيًا كما هو موصى به. يرى المختصون أنه من الضروري دمج "الصحة العضلية" في الفحوصات الطبية الروتينية، من خلال مؤشرات بسيطة مثل قياس قوة القبضة أو محيط الذراع والفخذ، مما يساعد على الكشف المبكر عن فقدان الكتلة العضلية، وتفادي تطور المضاعفات.

مشاركة المقال: